الوعي النفسي
الاستعارات
•
March 18, 2025
ما هي مؤهلاتك في جامعة الحياة؟
كتابة
مقالات أخرى
كم مرة نجحت في تجاوز مشكلة ما بفضل ما تعلّمته من الحياة دون أن تحظى بشهادة توّثق هذا النجاح؟ وكم مرة اكتسبت مهارة أو حكمة من تجربة مررت بها دون أن يلاحظ الآخرون ذلك؟ ما حجم الإنجازات والنجاحات "الصامتة" والمعارف المتراكمة خارج أروقة المؤسسات التعليمية التي تغفل عنها ولا تلتفت إليها ؟
السياق 🔍
بدأت في الشهر الماضي رحلتي كطالبة دراسات عليا في العلاج بالسرد القصصي والعمل المجتمعي في جامعة ملبورن الأسترالية. تناولنا في الأسبوع الأول من برنامجنا الدراسي عن التعلّم واكتساب المعرفة، وفي هذا السياق طرح المحاضر استعارة "جامعة الحياة" The University of Life Metaphor مشيرًا إلى كل تلك القدرات والمهارات والمعارف المكتسبة من الحياة خارج المؤسسات والأنظمة التعليمية مثل (الجامعات، والمعاهد، والكليات، و جميع المنصات التدريبية والتعليمية المتاحة افتراضيا، والخ).
قبل أن تكمل القراءة، تخيل للحظة أن حياتك هي جامعة بحد ذاتها
جامعة الحياة
هي جامعة مفتوحة ومتاحة للجميع دون استثناء. لا تعترف جامعة الحياة بالحدود الجغرافية والزمنية، فهي موجودة في كل زمان ومكان، وتستمر طوال الحياة، كما أنها لا تشترط شهادات ومؤهلات مسبقة، ولا تفرض رسومًا دراسيّة على أحد.
المعرفة في جامعة الحياة 📚✏️
ما يميز جامعة الحياة هو امتداد المعرفة واستمرارها عبر التاريخ البشري. فعلى مدار آلاف السنين تعلّم أسلافنا وأجدادنا من جامعة الحياة و توارثتها الأجيال اللاحقة عبر الزمن. تتجسد هذه المعرفة التراكمية في سياق ثقافتنا وتاريخنا الاجتماعي مثل: القصص والحكايات، واللغة، والفنون والرقصات الشعبية، والفلكلور، والقيم الدينية والأخلاقية، والعادات الاجتماعية، وتاريخ عائلاتنا وأجدادنا التي تشكل جزءًا من هويتنا و تكويننا النفسي والاجتماعي.
إضافة لذلك، تُستقى الدروس والحكم في جامعة الحياة نتيجةً للتفاعل والاندماج في سيرورة الحياة اليومية، فعلى سبيل المثال، تتعلم الأم من خلال تربية أبناءها الصبر والحكمة، ومع مرور الزمن تكتسب مهارة إدارة الوقت والتعاطف والإنصات الجيّد. هذه القدرة لا تُوثق في شهادة رسمية لكنها تشكل إحدى أهم المهارات المكتسبة من خلال خبرة الأمومة والتربية.
المعلّمون في جامعة الحياة
الجميع يساهم في بناء المعرفة ومشاركتها في جامعة الحياة، فعملية التعلم دائرية ومشتركة. كل فرد لديه شيء ليقدمه ويتعلمه من الآخرين. أنت التلميذ والمعلّم في الوقت ذاته، تتعلم من الآخرين ولاحقًا تنقل حصيلة أفكارك وخبراتك وما تعلّمته إلى غيرك. نتعلم من بعضنا في دورة مستمرة وممتدة من الأخذ والعطاء.
حرم جامعات الحياة 🌠
يقع حرم جامعة الحياة في كل مكان حول العالم ابتداءً من المدينة التي نشأت وترعرعت فيها، مرورًا بالمجتمعات التي تنخرط وتتفاعل ضمنها مثل: الأحياء السكنية، والمدرسة والجامعة، ومراكز الشباب والأندية الرياضية، والمساجد، ومقرّ العمل وصولًا إلى المدن والبلدان التي سافرت إليها أو ربما تعيش فيها. تشكل هذه الأماكن البيئة التعليمية التي نعيش ونتعلم ضمن سياقاتها.
الشهادات والمؤهلات في جامعة الحياة 🌟
تبدأ أولى دوراتك التعليمية في جامعة الحياة في الأشهر الأولى مع والديك؛ فمن خلال التواصل اللفظي وغير اللفظي تبدأ في فهم بعض الإيماءات، وتعابير الوجه، والأصوات، والكلمات، وعندما تبدأ في إتقان بعض الكلمات والتحدث بجملٍ بسيطة، تكون قد أكملت "شهادة المستوى الأول في التواصل". نتعلم في جامعة الحياة العديد من المهارات والقدرات والمعارف التي نواصل في اكتسابها طوال مسيرتنا في الحياة.
تشمل بعض المؤهلات في جامعة الحياة تلك التي أكملتها بنجاح أو ربما مازلت تواصل في دراستها مثل:
ماجستير في الرعاية الوالديّة
ماجستير في تقدير الجمال من حولك
بكالوريوس في الصمود والمقاومة
بكالوريوس في الالتزام والانضباط
شهادة في الشجاعة وتخطي العقبات
شهادة في إتقان المواجهة
دعوة للتأمل 💡
اختر اسمًا يرمز لجامعة الحياة الخاصة بك (مثال: جامعة الحكمة والصمود)
من هم أبرز المعلّمين الذين ساهموا في تشكيل وبناء شخصيتك في جامعة الحياة؟ قد يشمل ذلك: الأجداد، والآباء والأمهات، والعائلة، والمجتمع، والأطفال، والأبناء، والأصدقاء، ومرشدي الحياة، والغرباء، والفنانين، الأدباء، والشخصيات الدينية والتاريخية، والخ.
ما هي بعض المؤهلات التي تحملها اليوم أو مازالت قيّد التعلم في جامعة الحياة؟
المصدر:
(بوتلر، كريجي، وأعضاء مجتمع كلية سبينيفيكس، ٢٠٢٣م).